مجلس الشامي يطالب بإعادة النظر في استراتيجية توظيف الأساتذة المتعاقدين

مجلس الشامي يطالب بإعادة النظر في استراتيجية توظيف الأساتذة المتعاقدين

A- A+
  • أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن “توظيــف الأســاتذة المتعاقديــن بــدون تكويــن ملائــم يشكل أحــد المشــاكل الكبــرى التــي أضــرت بقطــاع التربيــة الوطنيــة خــلال الســنوات الثــلاث الأخيــرة، كمــا أنه يعكــس بجــلاء أزمــة الحكامــة التــي يعيــش علــى إيقاعهــا القطــاع”.

    وأوضح تقرير المجلس السنوي لسنة 2018، أنه “علــى المســتوى الكمــي، يعكــس اللجــوء إلــى هــذا النــوع مــن التوظيــف عــدم قــدرة الســلطات العموميــة علــى اعتمــاد تدبيــر توقعــي للمــوارد البشــرية العاملــة بالقطــاع، يأخــذ بعيــن الاعتبــار التوقعــات المتعلقــة بالأعــداد المرتقبــة للأســاتذة ،المحاليــن علــى التقاعــد، وتطــور أعــداد التلاميــذ الممدرســين، ومســتلزمات التصــدي لاكتظــاظ الأقســام الدراســية”، مشيرا إلى أن “أولــى نتائــج هــذا الخصــاص، نشــوب توتــر بيــن الأســاتذة المتعاقديــن ووزارة التربيــة الوطنيــة بشــأن وضعيتهــم الإداريــة، ممــا أدى إلــى شــن إضرابــات وإلــى حرمــان التلاميــذ مــن عــدة أيــام مــن الدراســة”.

  • وعبر المجلس عن تخوفه من أن “تــؤدي هــذه المقاربــة، علــى المــدى المتوســط والطويــل، إلــى تأثــر المنظومــة التربويــة بتدني مستوى الأســاتذة الذيــن التحقــوا بالأقســام بــدون تكويــن ملائــم فــي مهنــة التدريــس، وأن تــؤدي بالتالــي إلــى تراجــع مســتوى التلاميــذ، حيــث ســيصبح بــكل ثلاثــة أقســام تقريبــا مــن أصــل عشــرة مــدرس لــم يتلــق التكويــن الضــروري مــن أجــل ممارســة مهنــة التدريــس.

    ولإصــلاح المنظومــة التربويــة، شدد مجلس رضا الشامي على “جعــل مســألة تكويــن الأســاتذة قضيــة مركزيــة، علــى اعتبــار أن التعبئــة والانخــراط القوييــن للأســاتذة شــرطان لا محيــد عنهمــا مــن أجــل حســن تنفيــذ هــذا الإصــلاح، غيــر أن مــا وقع علــى أرض الواقــع، هــو أن الأســاتذة الجــدد لــم يمنحوا الوقت الكافي من أجل التأقلم مع التقنيات البيداغوجية والتقنيــات التعليميــة الجــاري بهــا العمــل، ممــا قــد يؤثــر علــى قدرتهــم علــى الإحاطــة بالقــدر الكافــي برهانــات الإصــلاح”.

    وفــي ظــل هــذه الظــروف، يضيف التقرير: “بــات مــن الواجــب العمــل علــى وجــه الاســتعجال علــى إعــادة النظــر فــي اســتراتيجية توظيــف وتكويــن الأســاتذة بالمغــرب، والقطع مع هذه الطريقة المعتمدة في هذا المضمار منذ ثلاث سنوات، إذ يتعيــن علــى بلادنــا النهــوض بجــودة تكويــن الأســاتذة، ســواء التكويــن الأساســي أو المســتمر. وفي هذا الصدد يجب أن تتم إعادة النظر فــي التكويــن الأساســي مــن حيــث مدتــه ومضمونــه، بمــا يمكــن مــن تعزيــز امتــلاك الأســاتذة المتدربيــن للكفايــات التقنيــة والبيداغوجيــة والمهــارات الســلوكية”.

    وتابع تقرير المجلس “بخصــوص التكويــن المســتمر، فينبغــي ملاءمتــه مــع حاجيــات كل أســتاذ(ة(، مما يبرز ضرورة وضع إطار مرجعي للكفايات الخاصة بمهنة التدريس، وسيســمح هــذا الإطــار المرجعــي بتحديــد المعاييــر والأهــداف التــي ســيتم علــى ضوئهــا تقييــم كل أســتاذ(ة) فــي كل مجــال وتخصــص علــى حــدة، وذلــك للتمكــن، بنــاء علــى ذلــك، مــن وضــع برنامــج ملائــم للتكويــن المســتمر طبقــا لأوجــه الخصــاص المســجلة”.

    ونبه التقرير إلى أنه “فــي حالــة عــدم اتخــاذ مثــل هــذه التدابيــر، فهنــاك احتمــال كبيــر أن يــؤدي هــذا الوضــع إلــى تدنــي مســتوى تلاميــذ المــدارس العموميــة جــراء تمدرســهم علــى يــد أســاتذة غيــر مكونيــن بالقــدر الكافــي، وهــو مــا مــن شــأنه أن يؤثــر أيضــا علــى التمــازج الاجتماعــي داخــل هــذه المــدارس، علــى اعتبــار أن أعــداد الوالديــن الذيــن ســيضطرون إلــى توجيــه أبنائهــم نحــو التعليــم الخــاص ســتزداد شــيئا فشــيئا”.

    وأبرز ذات المصدر أنه “بالمــوازاة مــع تكويــن الأســاتذة، تعــد التدابيــر المعتمــدة فــي القطــاع العــام مــن أجــل تحفيزهــم وكــذا المنــاخ الــذي يزاولون فيهم مهنتهم يوميا، عوامل حاسمة تحدد مســتوى مردوديتهــم وجــودة أدائهــم، وفــي هــذا الصــدد، ينبغــي اتخــاذ تدابيــر ومبــادرات كفيلــة بالارتقــاء بمهنــة المــدرس داخــل المجتمــع. ولتحقيــق هــذا الهــدف، من الضروري مراجعة الوضــع المهنــي للمــدرس لجعلــه ذا جاذبيــة، والارتقــاء بــه إلــى مصــاف المهــن ذات القيمــة العاليــة، وذلــك مــن خــلال ســن معاييــر للانتقــاء تمكــن مــن اســتقطاب أفضــل الكفــاءات، فــي إطــار مســالك مهنيــة محفــزة وذات اســتقطاب محــدود، كمــا ينبغــي ســن نظــام دينامــي جــاذب وشــفاف لتدبيــر المســار المهنــي، يقــوم بالخصــوص علــى الأداء والاســتحقاق”.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي