تاج الدين الحسيني: الخطاب الملكي جاء ليرسم خريطة للمستقبل المنظور

تاج الدين الحسيني: الخطاب الملكي جاء ليرسم خريطة للمستقبل المنظور

A- A+
  • قال تاج الدين الحسيني المحلل السياسي أن الخطاب الملكي لم يأت ليعطي حصيلة ما حدث خلال 20 سنة الماضية، ولكنه جاء ليرسم خريطة للمستقبل المنظور على أساس الاعتراف ببعض القضايا التي كان من المفترض أن تكون محرجة بالنسبة للقيادة، وهي مسألة عدم نجاح النموذج التنموي حيث قال الملك بكيفية صريحة إن النموذج التنموي لم يحقق أغراضه ومن الضروري أن تتم مراجعته”.

    وأكد المحلل السياسي في اتصال هاتفي بـ”شوف تيفي” يوم الاثنين أن هذا الإقرار ” في حد ذاته فيه نوع من الشجاعة النادرة التي ينبغي الاعتراف بأهميتهاـ خاصة أنه قرر إنشاء لجنة خاصة بالنموذج التنموي، وإنها ستنطلق ابتداء من الدخول السياسي المقبل، وهذا شيء مهم لأن الملك اعترف بوضوح أن المغرب حقق نجاحات كبرى خلال العشرين سنة الماضية في ميدان البنيات التحتية”.

  • وشدد الحسيني على أن “هذا النوع من المنجزات التي تحققت على مستوى البنيات التحتية، لا يستفيد منها كل المغاربة، وأن إشكالية الهوة على مستوى العدالة الاجتماعية تبقى قائمة، ولذلك هناك تفكير جدي في جيل جديد من المخططات القطاعية من أجل تسريع النمو الاقتصادي وتحقيق نوع من النجاعة على أساس ليس فقط تحفيز القطاع العام ولكن على أساس تحفيز القطاع الخاص على المبادرة”، مشيرا في ذات السياق إلى أن “الخطاب الملكي يقر بأن القطاع العام يعرف نوعا من الفشل في طريقة تسييره وإدارته وذهب بالقول بانه في حاجة إلى ثورة حقيقية، وبالتالي فالخطاب لم يأت فقط ليتحدث عن المنجزات ولكن جاء ليضع الأصبع على الجرح وليقول ينبغي أن نصلح الثغرات بوضع مخططات بعيدة الآفاق بالنسبة لهذا الإصلاح الجديد، وهذا مهم على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”.

    وبالنسبة للوحدة الترابية، يضيف الحسيني: “كان الملك واضحا كما كان دائما بخصوص هذه القضية، وأكد على عدم التفريط من أراضينا المسترجعة، وكان هناك إقرار بحتمية السيادة المغربية وعدم المنازعة فيها”، مبرزا أنه “بطبيعة الحال اليد الواحدة لا تصفق والملك يعتقد أن هذه العملية يجب أن تكون بتعاون مع الجزائر وهو بهذه المناسبة ثمن التعاطف والتضامن بين الشعبين المغربي والجزائري بمناسبة كأس إفريقيا، وهذه نقطة مهمة جدا لأن كثيرين لم ينتبهوا لها جيدا، كحمل الرايات المغربية والجزائرية كتعبير من الشعبين أن لهما رغبة أكيدة وواحدة وهي تحقيق الاندماج”.

    وأوضح المحلل السياسي أن “الملك محمد السادس يمد يده إلى القيادة الجزائرية أيا كانت هذه القيادة، باعتبار الحراك القائم بالجزائر قد يصنع الجديد الذي عليه الانتباه إلى هذه الالتفاتة الملكية الجديدة”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    نخبة توزيع المنافع