عزيز أخنوش..أو حينما تنتقل الكفاءة التدبيرية من عالم المال والأعمال إلى الحكومة

عزيز أخنوش..أو حينما تنتقل الكفاءة التدبيرية من عالم المال والأعمال إلى الحكومة

A- A+
  • يعد عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني الأحرار ورئيس مجلس جماعة أكادير، ورئيس الحكومة التي أقدم الملك محمد السادس على تعيينها مساء اليوم الخميس بالقصر العامر بفاس، (يعد) المثال الحي للكفاءات القادمة من عالم المال والأعمال نحو العمل السياسي والحكومي.

    وتمكن عزيز أخنوش، المعروف بكفاءاته التدبيرية وقدرته الفائقة على العمل، من إضفاء لمساته على مختلف القطاعات الأساسية في الفلاحة والصيد البحري التي أشرف عليها منذ سنة 2007 إلى الآن

  • ويعد الرجل، البالغ من العمر 60 سنة، من الجيل الجديد من المسؤولين الذين أسندت لهم مسؤوليات سامية والمكلفين بتنفيذ برامج الإصلاح الطموحة.

    رأى أخنوش النور سنة 1961 بمنطقة تافراوت السوسية، هناك حيث بدأت عائلته تبني ثروتها، محوِّلة بعض المشاريع التجارية إلى “مجموعة قابضة” تحمل اسم “آكوا”، سيكون على أخنوش أن يديرها قبل بلوغ ربيعه الثلاثين، مباشرة بعد عودته إلى المغرب في ثمانينات القرن الماضي من كندا، حيث حصل على شهادة جامعية في التسيير الإداري من جامعة “شيربروك” بإقليم كيبيك.

    عائلة أخنوش ذات ماض سياسي عريق على غرار عائلات أخرى من الرباط والدار البيضاء وفاس وشمال المغرب، من خلال والده الراحل “حماد أولحاج أخنوش” الذي كان عضوا في الحركة الوطنية، ومقاوما للاستعمار الفرنسي في الجنوب، حتى إنه نُفِي من أجل ذلك!

    كانت سنة 2003 أول جلوس لأخنوش على مقعد السلطة السياسية، وإن كانت مجالس الجهات وقتها، عكس اليوم، ذات صلاحيات محدودة، إلا أنه سينتقل منها مباشرة إلى الحكومة سنة 2007.

    كان خيار أخنوش، عندما أراد الإبحار في يَمّ السياسة، ركوبَ سفينة التجمع الوطني للأحرار، الموصوف بـ”الحزب الإداري” منذ نشأته، خيارا منطقيا لأبعد الحدود، فالكثير من رجال الأعمال قبله فعلوا ما فعل، لكنه سيكون أنجحهم.

    خلال ولايته الأولى، أتى أخنوش بنفس جديد في تدبير قطاع الفلاحة عبر مخطط “المغرب الأخضر” سنة 2008، الذي يستهدف مليونا ونصف المليون من الفلاحين ويوفر 40 في المائة من فرص الشغل على الصعيد الوطني، ثم في تدبير قطاع الصيد البحري عبر مخطط “أليوتيس” سنة 2009، والذي يهدف إلى تحقيق تنمية وتنافسية للصيادين وزيادة الناتج الداخلي بثلاثة أضعاف، وكلا المخططين حظيا بدعم ملكي مباشر.

    في 2016، وبعد انتخابات تشريعية نجح فيها بنكيران في مواجهة تحالف “البام والسلطة”، محققا 125 مقعدا، سيلعب أخنوش دورا مهما لصبح رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار عوض المستقيل صلاح الدين مزوار، حينها علم هو قبل الجميع أن دوره لن يقتصر على قيادة “حزب إداري” وفقط، بل قد يغدو موعودا بقيادة الحكومة مستقبلا.

    شرع أخنوش منذ تلك اللحظة في الاستعداد لمرحلة جديدة بدأها بفرض تحالفه على سعد الدين العثماني، وإضافة قطاعات التنمية القروية والمياه والغابات إلى حقيبة الفلاحة والصيد البحري المحفظة في اسمه، أما طموحه الذي لم يعد خافيا، والذي عبر عنه بنفسه في حوار صحفي، فهو ترؤس الحكومة عقب انتخابات 2021.

    بدأ رجل الأعمال السوسي، الذي لم يكن يحفظ من الشعارات السياسية سوى “أغراس أغراس” و “المعقول” رحلة البحث عن منصب رئيس الحكومة، والتواصل مع المواطنين من خلال برنامج حزبه “مئة يوم مئة مدينة”، ليتواصل مع المواطنين ويروج لمشروع حزبه تحت شعار “تستاهل ما أحسن”.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الأمير مولاي رشيد ترأس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين