ثلثي المتعلمين في المدرسة العمومية لا يتحكمون في الكفايات الدنيا في القراءة

ثلثي المتعلمين في المدرسة العمومية لا يتحكمون في الكفايات الدنيا في القراءة

A- A+
  • كشفت الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم في تقريرها الصادر برسم سنة 2022، على ضوء دستور 2011، أن جـودة التحصـيل الدراسـي فـي المنظومـة التربويـة المغربيـة لا زالـت دون المستوى المطلوب ، بحيث أن حوالي ثلثي المتعلمين لا يتحكمـون فـي الكفايـات الـدنيا فـي القـراءة والرياضـيات والعلـوم ، كمـا يشـهد علـى ذلـك البرنـامـج الـوطني لتقييم المكتسبات والدراسـات التقييميـة الدوليـة “تـيمس وبيرلـز ” التـي يـشـارك فيهـا المغـرب بانتظـام منـذ أكثـر مـن عشـرين سـنة . إن تحليـل نتـائج المغرب فـي التقييمـات الدوليـة يؤكـد بالأرقـام ضـعـف جـودة التعلمـات فـي جميـع أسـلاك التعلـيم المدرسـي بمـا فـي ذلـك التعلـيم الابتـدائي والتعلـيـم الثـانوي بسـلكيه الإعـدادي والتـأهيلي ، وهكـذا إذا اعتبرنـا فـقـط مؤشـر نسـبة المتعلمـيـن الـذين يتحكمـون فـي الكفايـات الـدنيا ، فنجـدهـا أقل مـن النصـف فـي جميـع المـواد الدراسية الأساسية أي الرياضيات والعلـوم والقـراءة . يـل إن مسـتوى التلامـيذ المغاربـة فـي سـن 15 سـنة ، أي قبـل البكالوريـا بـسـنتين لعـدم المكـررين ، يصـبح أكثـر إثـارة للقلـق حـيـث أن نسـبه أولئـك الذين يقـل مسـتواهم عـن المتوسـط تـصـل إلـى 73 بالمائـة فـي القـراءة و 76 بالمائـة فـي الرياضيات و 70 بالمائة في العلوم . في مقابـل هـذا الضعف الشديد في التحصيل الدراسي الـذي يـزداد تفاقمـا كلمـا تقـدمنا فـي المستويات الدراسية ويبلـغ أوجـه فـي بدايـة التعليم الثانوي التأهيلي ، نجـد أنفسـنا أمـام مفارقـة غريبـة تتجلـى فـي تضـخـم عمـلـة البكالوريـا التـي ربحـت 25 نقطـة فـي عـشـر سنوات، بحيث انتقلت نسبة النجاح باحتساب الدورتين من حوالي 57 بالمائة سنة 2012 إلى ما يقارب 82 بالمائة سنة 2020 واتبـاع المنحـى نفسـه بالنسـبة للشـهادة الابتدائيـة والشهادة الإعداديـة،خاصـة هـذه الأخيرة التـي عرفـت السـنة الماضية منعطفـا تاريخيـا فـي نسـبة النجـاح حيـث ارتفعـت بشـكـل هـائـل مـا بـيـن 2020 و 2021 بـأكثر مـن 24 نقطـة ، لتنتقـل مـن حـوالي 64 فـي المائة إلى أكثـر مـن 88 فـي المائة، مـع توقـع أن تصـل إلـى 90 فـي المـائـة سـنة 2022 حسـب العـرض الـذي قدمـه وزيـر التربيـة الوطنيـة والتعلـيم الأولـي والرياضـة أمـام البرلمـان عنـد تقـديم ميزانيـة القطـاع برسـم سـنة 2022 ، وبسـبب الهـدر المدرسـي فـقـد صـاحب هـذا التطـور الكبيـر فـي نسـب النجـاح نسـبا متدنيـة لاستكمال السـلك الابتدائي ( أقـل مـن 60 فـي المائـة بـدون تـكـرار ) . والتعليم الإلزامـي بسلكيه الابتدائي والإعـدادي الـذي سـجل متوسـطا لا يتجـاوز 25 فـي المائة على طول عشرية دستور 2011، إذا احتسـبنا النسـب بـدون تـكـرار ، مـع تراجـع بحـوالي عشـر نقـط مـا بـين 2011 و 2020، هـذا يعنـي أنـه كـلمـا ازداد التحصيل الدراسـي تـدنيـا فـي المنظومـة التربويـة المغربيـة ، كمـا تشـهـد علـى ذلـك الدراسات التقييميـة سـواء الوطنيـة أو الدوليـة والنسـب الضعيفة لاستكمال الأسـلاك التعليميـة ، كلمـا ارتفعـت نسـبة النجـاح فـي المستويات الإشهادية ، الشـيء الـذي لا يمكـن تفسيره إلا بتـدني متطلبات النجـاح فـي هـذه المستويات سـنة بعـد أخـرى ، ولعـل مـا يؤكـد أكثـر هـذه الفرضـيـة هـو تـفـاقم الهـدر الجـامعي فـي السـنوات العشر الأخيـرة مقارنـة مـع الأرقـام المسجلة علـى هـذا المسـتوى قبـل سـنة 2011 ، لأن الحاصـل علـى البكالوريـا ولـو بميـزة لا يتوفر علـى الكفايات التي تؤهلـه لمواصلة التعليم العالي بيسـر تفسـر ذلـك السياسة الإراديـة للرفـع مـن نسبة التمـدرس في التعليم العـالي لتقتـرب مـن دول مثيلـة، لكـن دون تـوفير الشروط الضـرورية لتجويـد التعلمـات خاصـة فـي المؤسسات ذات الاستقطاب المفتـوح ، الشـيء الـذي أدى إلـى تـدني نسـب الإشهاد في التعليم العالي التي تظل بعيدة جدا عما تحققه دول أخرى.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي