هندام الملك

هندام الملك

A- A+
  • أسرار الاختيار والرسائل والرموز التي يحملها اللباس

  • كان لافتا لباس الملك محمد السادس وولي العهد مولاي الحسن بالسلهام والرزة.. صورة جذبت عموم الناس ووسائل الإعلام الدولية والمصممين ومبدعي موضة المشاهير.. لباس ملكي مميز بتصميمه بتناسق ألوانه مع نهاية الخريف، الرمادي والأسود.. السلهام الذي يعكس في الثقافة المغربية الأبهة والرفعة بين القوم، والفروسية والبطولة لدى المحاربين.

    اللباس ليس مجرد حلية أو ستر للعورة أو حماية من قر البرد وحر الشمس، بل هو ثقافة محمل برمزيات متعددة، وكان السلاطين المغاربة يهتمون دوما بلباسهم الذي يميزهم عن غيرهم من الوزراء والخدم والعبيد، يعطيهم سلطة رمزية بين الأسياد ويجلب هبة بين القادة والزعماء، ويفرض الطاعة على الخدم والأتباع، ويتكون لباس السلطان حسب ما حفظته لنا الكتب التاريخية المحلية والأجنبية من قفطان الملف وبرنوس أو سلهام من الملف، وكساء وفرجية، أو جلباب وقميص وسروال، وعمامة أو رزة أو قلنسوةوغيرها من الملابس الفاخرة التي كانت تصنع محليا وأثوابها إما مستجلبة من الأستانة أو الهند أو الصين خاصة، أو من إنتاج محلي خاصة بالنسبة للجلابيب والبرانس الأمازيغية الأصل..

    اللباس رسالة، كان الحسن الثاني يصر على التميز، ويعتبر نفسه مرسولا للثقافة المغربية في الخارج، كانت معظم هداياه للرؤساء والملوك والقادة من باقي الدول من الصناعة التقليدية ومن اللباس خاصة، وكان يحمل معه الطعام والألبسة في سفرياته للخارج للتعريف بالطبخ المحلي واللباس المغربي، كان يختار ألوانا مستفزة أحيانا كما في زياراته لفرنسا وبريطانيا حيث تحضر البلغة والجلباب أو السلهام والرزة أو العمامة.. وحين وقع بينه وبين المعارضة الاتحادية شذ وجذب، قرروا الحضور إلى البرلمان باللباس العصري، وهو ما دفعه إلى الأمر بمنعهم من دخول القاعة العامة لمجلس النواب، لأنه اعتبر الأمر إهانة للباس المخزني وّخروج عن إجماع الأمة، ولما رأى لحظة رفع الكتلة الديمقراطية لملتبس الرقابة، وأن تدخلات أحزاب اليمين لم تشف غليله، نادى ادريس البصري وألبسه جلابته وطربوشه الملكي، وأعلمه بما يجب أن يرد على تدخلات المعارضة التي كانت تلاقي صدى لدى الجمهور، وبالفعل جاء وزير الداخلية إلى مجلس النواب في لباس الحسن الثاني وأخذ يخطب في المعارضة، كانت الرسالة واضحة: إن الملك هو من يخاطبكم..

    على خلاف الفرس والروم والسلاطين العثمانيين لم يكن الملوك المغاربة باذخين في ملابسهم حد الترف والتباهي، وكانوا يبتعدون عن الذهب والحرير، لكن لباسهم كان جزءا من الثقافة المحلية محملا بالرسائل والرموز دال على التميز والتفرد والأبهة والسلطة أيضا، اليوم العالم تغير، واللباس المغربي بدوره أصبح يمزج بين الأصيل والعصري، لكن أبدى محمد السادس اهتماما كبيرا باللباس التقليدي، ليس فقط في المناسبات الرسمية، من صلاة الجمعة إلى حفل الولاء أو افتتاح البرلمان، ولكن أيضا في زياراته للدول الإفريقية أو الأجنبية عامة، هناك سطاف كامل من المصممين والمبدعين في مجال صناعة الألبسة التقليدية من يعرفون ذوق الملك سواء في اختيار الثوب الملائم للزيارة والدولة التي يريد زيارتها وحتى في اختيار الألوان التي تتميز بكونها ألوان جريئة لم تكن معتادة في الألبسة التقليدية وأصبحت اليوم نموذج يحتدى ويقلد داخل الوطن وخارجه، فقد رأينا نجوما ومشاهير مغاربة وأجانب أصبحوا يقلدون محمد السادس في لباسه المغربي الأصيل وفي ألوانه..

    المشعلتخصص ملفا للباس الملك محمد السادس والأمير مولاي الحسن وتعود إلى حكاية اللباس مع الحسن الثاني والرمزية التي كان يحملها لما يرتديه، وتستعرض رأي المختصين من كبار المصممات والمؤرخين والمحللين المهتمين بتطور اللباس الملكي  ودلالاته الرمزية.

    زهرة يعقوبي المصممة الشهيرة لـالمشعل

    هذا هو الفرق بين سلهام الملك وسلهام ولي العهد

    كانت  مشاركة الملك محمد السادس في احتفالات الذكرى المائوية لهدنة 11 نونبر 1918، والتي وضعت حدا للحرب العالمية الأولى، مميزة ومثيرة وتعكس مكانة ملك المغرب والمملكة في العالم، ملكية عريقة ولها تاريخ حافل في علاقاتها بالعالم من خلال تبادل السفراء والبعثات، وكانت في وقت من الأوقات تحكم إمبراطورية ممتدة الأطراف من نهر النيجر إلى الأندلس وبلاد الأراغون الحدودية مع فرنسا.. كانت المملكة أول من اعترف في العالم باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لا نستغرب وجود الملك إلى جانب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في احتفالات هدنة الحرب العالمية الأولى..ولعل ما أضفى على هذا الحفل صبغة مميزة، هو توجه وسائل الإعلام العالمية التي حضرت الحفل، لتنقل الصور المتتابعة للملك وولي العهد، وهما يرتديان السلهام المغربي، فقد كان لافتا للانتباه، وفي الصف الأمامي رفقة كبار قادة العالم  وحريصا على أن يكون برفقته ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهما يرتديان سلهامان مختلفان من حيث التصاميم، وألوان تمازجت بين الرمادي والأسود، وسلهام بالقبية أو غطاء الرأس يرتديه مولاي الحسن وسلهام بلا قبية يرتديه الملك.. ولعل اختيار السلهام الأمازيغي العريق، له دلالات ورسائل كبرى، سنحلل أهم مضامينها مع بعض الخبراء في تاريخ اللباس والموضة.. فما هي دلالات ارتداء الملك وولي العهد للبرنس أو السلهام؟ وما هو الفرق بين سلهام محمد السادس ومولاي الحسن؟

    زهرة يعقوبي مصممة المشاهير المعروفة، التي كانت لها تجارب في تصميم أزياء أميرية ولشخصيات مرموقة، صرحت لـالمشعلأنالملك محمد السادس وولي العهد شاركا في احتفالات باريس وهما يرتديان البرنس، إلا أن برنس ولي العهد هو نفسه البرنس التقليدي الطويل بالقب، بنفس ثوب المليفة أو شعر الجمل الذي كان زمان، أما الملك محمد السادس فحاول تحويل السلهام على شكل معطف وأصبح عبارة عنأكسسوار  لكنه احتفظ في نفس الوقت على خصائصه في الدفء، وأعطى بصمة للبرنس حيث أصبح قصيرا إلى الركبة مثل ستايل المعطف، كما لاحظتم في الصورة، وتضيف المصممة الشهيرة مظهرة الفرق بين برنسي الملك وولي العهد، بالقول: “سلهام ولي العهد طويل بينما سلهام الملك قصير إلى الركبة، ومختلف حتى في نوع الثوب القريب من أثواب المعطف، حيث أعطاه الملك بصمته الخاصة وهو يقوم بعصرنة اللباس المغربي ودائما نجده يخرج بتصميم جديد في اللباس المغربي التقليدي مما يضفي عليه رونقا وعصرنةولعل الرسالة التي يعبر عنها شكل البرنس الملكي، حسب يعقوبي، أنتراثنا لا يمكن أن يموت ولباسنا يمكن أن يرتديه حتى الشباب الصاعد، وكما لاحظنا فإن حتى ولي العهد الشاب لبس السلهام، أي أن حب اللباس التقليدي يمرره الملك إلى ابنه وابنته، والحمد لله يمكن القول إن أفراد العائلة الملكية برمتها يحرصون على اللباس التقليدي المغربي وعصرنته وإعطائه بصمة دون أن يفقد مكانته ومرتبته الكبيرة للتراث المغربيحسب تصريح المصممة.

    السلهام الملكي إعادة إحياء الجذور المغربية  الأمازيغية

    في المغرب يسمى بالسلهام، تابرنوس، تادوت، أخنيف.. وهو رداء من تصميم أمازيغي مستمد من اللباس الروماني القديم، هذا السلهام الأمازيغي يتميز بتصميمين رجالي ونسائي ومصنوع من صوف الأغنام والماعز والجمال، وبطول يسمح للرجل بحماية جميع الجسد من البرد في الشتاء، وفي المدن استعمل بتصاميم فخمة من لدن الوجهاء مع الجلباب، واستخدمت في تصميمه مواد رفيعة وأكثر نعومة والتي ترمز إلى مركزهم الاجتماعي و مكانتهم المرموقة في المجتمعتشرح المصممة اليعقوبي خصائص البرنس الرجالي، أما عن البرنس أو السلهام النسائي، فهو يحمل أسماء أخرى، تضيف المصممةبالنسبة للنساء يسمى هذا السلهام تاحنديريت، تادوت، حايك، ليزار وذلك في القبائل الجلبلية، ولكل قبيلة وكل فخذة سلهامها أو حنديرتها الخاصة وبأشكال متنوعة، وألوان متعددة، وبأكسسوارت وطول معين، وبمجرد مشاهدة ذلك اللباس يمكن معرفة القبيلة التي صممته، والمرأة يمكن معرفة نسبها من خلال نوع الحايك أو تادوت“. هذه الإفادات مهمة جدا، وتدل على الجذر الأمازيغي للملك محمد السادس وأصوله من حيث الأم والأخوال والخالات، والتي تعبر عن المغرب بمكونيه العربي والأمازيغي، واللذين هما خليط واحد لا يمكن التفريق او الفصل بينهما، حيث كان أول من اخترع السلهام هم الأمازيغ، والذين استمدوا شكله من سلهام الرومان الأحمر الذي كان يرتديه الإمبراطور الرومانيالسيزاروكبار القوم وقادة الجيش، واستمده الأمازيغ بنسجه عن طريق الحياكة من شعر الإبل أو صوف الأغنام وسمي بالحايك والبرنس وتادوت وأخنيف وغيرها من المسميات، وظلت وظيفة السلهام الأساسية هي الحماية من البرد بالنسبة لسكان الجبال، والحماية من العواصف الرملية والتدفئة ليلا لسكان الصحراء، لذلك استعمله الملك محمد السادس وولي العهد يوم الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الأولى، ففييوم الاحتفال كان هنالك المطر الغزير، وكان مفروضا أن يرتدي الملك سلهاما ليغطي كتفيهيقول سعيد هبال الخبير الفني في تصريح لـالمشعل“.. فاستعماله لمقاومة تقلبات الطبيعة والطقس هو ما يؤكده أيضا المؤرخون.. فما هي رمزية السلهام التاريخية؟.

    عثمان المنصوري: المؤرخ ورئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي

    السلهام  لباس تغلب على الانقراض وله رمزية دينية ودنيوية كما أنه رداء للمحاربين

    ما نسميه بلباس تقليدي لم يكن تقليديا في وقته بل هو لباس عصري في حينه وعندما تمر الفترة الزمنية يسمى بالتقليدي، مثلا

    الجلباب والسلهام والرزة والبلغة، فهذا اللباس يوضع في سياقه التاريخييصرح عثمان المنصوري المؤرخ ورئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي لـالمشعلمضيفا أنالسلهام هو لباس لا يمكن نعته بالتقليدي فهو لازال لباسا تفرضه الحاجة، مثل السلهام الغليظ في الأطلس، حيث يلبس في الطقس الباردوعن رمزيته التاريخية يقول المؤرخالسلهام يرمز للأبهة، يرتديه كبار القوم  والأعيان، وفي المناطق التي يوجد فيها الفرسان فإنه يلبس فوق لباس المحارب، فهو صناعة من الصناعات الزاخرة، ويؤكد المنصوري أن السلهام لازال لباسا أساسيا في المغرب، يستخدمه سكان المناطق الباردة، بل له أيضا دلالات روحية، يضيفحتى إمام المسجد يرتديه بشكل ضروري في كل جمعة، فالسلهام لا يوجد خارج السياق التاريخي، فجميع الأئمة يرتدونه عندما يخطبون في الناس، بل يستعمله القياد والأئمة والشرفاء والأعيان، ويحكى عن ليون الإفريقي أنه زار منطقة في المغرب، وهو يرتدي السلهام الأبيض لكن ثوبه كان ناعما، فكان الناس يلمسونه، حتى قيل من كثرة لمسه أصبح متسخا“. 

    السلهام لباس تغلب على الانقراض، نظرا لوظيفته المهمة في تدفئة الجسم، وله رمزية دينية وروحية، حيث يخرج الملك محمد السادس في طقس البيعة وهو يرتدي السلهام الأبيض كرمزية إلى أنه أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، وطقس البيعة هو جزء من المعتقد الديني الذي يربط الإمام بالرعية، بالتالي فإن للسلهام تلك الوظيفة الروحية، كما أنه يرمز أيضا للمكانة الدنيوية لدى من يرتدونه من الوجهاء والأعيان بثوب القفطان الناعم، مما يرمز لمكانتهم الاجتماعية المرموقة، وهو من الصوف الغليظ وبألوان داكنة لدى سكان الجبال الذين يكونون عرضة للثلوج والأمطار، وهو رمز الفروسية عند القبائل المجاهدة، لذلك نجده حاضرا في الفروسية المغربية كرداء للمحاربين..”

    لكن الملك محمد السادس أعطاه ذلك الطابع الحداثي من خلال تصميمه إلى الركبة ويلبس مع السروال، وكأنه يقول للأجيال الشابة عليكم باللباس المغربي الأصيل فهو صالح لكل زمان ومكان

    محمد غالم أستاذ علم النفس الاجتماعي في كلية علوم التربية بالرباط

    الملك محمد السادس يعبر من خلال التواصل غير اللفظي باللباس والألوان وحركات الجسد

    يدخل اللون المستعمل في اللباس في دراسات علم النفس وعلم النفس الاجتماعي، فهو من مكونات التواصل، لذلك فإن استعمال الألوان في اللباس الملكي ليس اعتباطيا أو لحظيا انفعاليا، كما قد يتخيل البعض، بل هو خاضع لدراسة معمقة، فالملك يشتغل إلى جانبه سطاف من المصممين والمصممات وكذلك المتخصصين في اللباس الذين ينسقون الألوان والأزياء فيما بينهم، وفق نوع المناسبة التي سيحضرها الملك، وهذاالسطافيتبع بشكل كلي توجيهات وتعليمات الملك الفنان، العاشق للفن التشكيلي والمميز بنظرته الحداثية التي أضفت على التصاميم في الجلباب والجابادور والسلهام طابعا عصريا صالحا لكل زمان ومكان، لذلك فإن دلالة اللون حسب علماء النفس الاجتماعي مهمة للغاية في تفسير الرسائل السياسية، يصرح محمد غالم أستاذ علم النفس الاجتماعي في كلية علوم التربية بالرباط لـالمشعلقائلا: “كما لاحظنا في الذكرى المائوية للحرب العالمية الأولى فإن الملك كان يرتدي سلهاما أصيلا وبلون يتدرج من الأسود إلى الرمادي الداكن والرمادي المفتوح بالنسبة لسلهام ولي العهد، ودلالة ذلك اللون سياسية، وكأنه يريد أن يعلن عن التضامن مع عائلات الضحايا في الحرب العالمية الأولى منهم مغاربة قضوا نحبهم في تلك الحرببالتالي فإن مدلول اللون يكون له أكثر من رسالة سياسية، يكفي قراءتها من كل جانب، لأن الملك قليل الكلام، وتوجيهاته ورسائله تكون من خلال خطب رسمية، فاللباس والإيماءات من حركات التواصل غير اللفظي مهمة لأنها تؤثر في سيكولوجية الجماهير،  فالوقفة لها هيبة والجلوس والنظرات والحركات أي التواصل غير اللفظي تكون مكملة للغة الألوان في اللباسويشرح  أستاذ علم النفس الاجتماعي دلالات التواصل غير اللفظي، بالقول: “الملك يتحدث من خلال حركات الجسد واللباس، وعندما يلبس لباسا شبابيا، يؤكد أنه مع الشباب، وفي لباس العطل يتخذ لباسا خاصا ليؤكد أنه يقضي وقته كسائر الناس، وهو يوجه رسالة للناس على أن يحصلوا على قسط من الراحة لأن الراحة ضرورية للاستمرار. وهذا ذكاء من الملك محمد السادس الذي يزاوج بين الأصالة والمعاصرةيؤكد المصدر.

    فاللون الأسود  يرمز إلى الحزن، بينما يعتبر اللون الرمادي من منظور علم النفس لونا محايدا كونه لا أبيض ولا أسود، بل إنه ناتج عن دمجهما معا، بينما يرمز الرمادي الغامق المائل إلى اللون الأسود إلى الغموض، وهي الألوان التي ميزت لباس الملك في الذكرى المائوية للحرب العالمي الأولى، بينما ولي العهد وهو في ريعان الشباب ارتدى السلهام الرمادي الفاتح والمائل إلى الأبيض وإلى الحيوية والنور، ويخلق إحساسا بالهدوء ورباطة الجأش، حسب علم النفس الاجتماعي، بالتالي فإن تضامن ولي العهد يرمز الى التضامن والنظرة المستقبلية المتفائلة بعالم بلا حزن ولا حروب، فالتعبير باللون لاشك أنها رسائل ملكية عميقة، تبرز حس الملك العاشق للون والضوء.

    خبراء يحللون تعبير محمد السادس بالجلباب الملون والعمامة تتوسطها الزمردة

    أبدع الملك محمد السادس في تصميم الجلباب المغربي وإضفاء ألوان خاصة عليه مثل الجلباب القصير بالكبالة والجلباب المخزني، بينما تظل الألوان سرا من الأسرار التي ألهبت الجماهير الإفريقية المتعطشة لرؤية الملك لما له من رمزية دينية وروحية، كداعم للإسلام الوسطي المعتدل وأيضا كداعم للتصوف السني الأشعري الذي هو صلب الزوايا القادرية والتيجانية التي تتوغل في العمق الإفريقي.. لذلك كانت استيهامات اللباس تضفي ذلك التأثير الخاص في الجماهير، وذلكللتميز عن بقية الجماهير التي ترى الملك يرتدي لباسا يمثلهميقول محمد غالم أستاذ علم النفس الاجتماعي في تصريح لـالمشعل، بينما تكون العمامة المغربية التي تتوسطها الزمردة على شكل رمز للعرش الملكي، فهي باتت تنوب عن التاج الكبير الذي كان يضعه الملوك قديما،  حيثكانوا يضعون تاجا فوق رؤوسهم للتميز عن بقية أفراد الشعب، ليبرز أنه ورث التاج، بينما اليوم أصبح الملك يضع علامة فيها رمز العرش، وفي زيارته للاتحاد الإفريقي وظف كل تقنيات التواصل التي تؤكد بأنه شخصية ليست كبقية الشخصيات ووقف الجميع احتراما له وكان يرتدي العمامة والزمرة كرمز وبأنه ملك وليس كبقية الرؤساء، لذلك تستخدم لفظة عندما اعتلى عرش أسلافه كدلالة على أنه ثابت في مكانهيضيف المصدر. وقد شاهدنا الملك عند زيارته لدولة تانزانيا لأول مرة، كيف لعب اللون وظيفة قد تعجز عنها الدبلوماسية الرسمية والموازية مجتمعة، وفي هذا الصدد قالت المصممة زهرة اليعقوبي في تصريح لـالمشعلأنهبفضل الملك محمد السادس واختياراته في اللباس المغربي التقليدي أصبح الحديث عن هذا اللباس في العالم، وفي كل مناسبة يرتدي الملك لباسا مميزا، حيث ارتدى في السابقالجابدوروأعطاه بصمته الخاصة، حيث كنا نلبس الجابدور قطعتين القفطان القصير إلى الحزام والسروال قندريسة، بينما الملك اختار القفطان إلى الركبة والسروال قندريسة، ثم ظهرت بصمته في الجلباب المغربي بتصاميم وألوان مختلفة، وذلك ليعطي رسائل سياسية من خلال اللباس، وقد كانت الفترة التي رأينا الملك يرتدي الجلباب بالألوان في زيارته لتنزانيا، حيث لبس جلبابا بألوان أرضية وكأنه يبعث رسالة أني أنتمي إلى هذا البلد وجذوري إفريقية، وأنا إنسان إفريقيحسب تصريح المصممة.

    وفي نفس الزيارة استخدم أيضا الجلباب الأحمر المخدوم بالسفيفة المغربية بطريقة مبدعة، تؤكد أن من يصمم جلابيبه يضع تصور الملك بشكل متقن على قطعة الثوب، وذهب الملك ليقرع طبلا كبيرا، وهو من طبول تحميس الجنود في الحروب، لذلك فالأحمر يرمز إلى الدفاع عن أرض إفريقيا وحماية الأرض المغربية من كل اعتداء غاشم، وكأنها رسالة إلى أن المغرب بلد السلام يبعث رسالة من عاصمة السلام، وبأنه لن يسمح في ذرة من ترابه، ومدافع عن حلفائه في إفريقيا.. لعلها رسائل عميقة نبهنا إليها علم النفس الاجتماعي من خلال تحليل الصورة واللون والحركات، وتحتاج إلى دراسات جامعية مستفيضة، حيث صارحنا رئيس جمعية البحث التاريخي أنه لا توجد لحد الساعة دراسة تاريخية عن تاريخ اللباس المغربي، ولا عن لباس السلاطين، وهو مجال مفتوح للاجتهاد.   

    الملك وبصمته على ستايلات الشباب المستلهمة من لباس الروك و البارا ومن ماركات عالمية مشهورة

    الملك محمد السادس أعطى قيمة للباس المغربي، وذلك بتحديثه وبإرجاعه أكثر شياكة وجاذبية، وكلما سنحت المناسبة والفرصة يذكرنا بتقاليدنا وعاداتنا الأصيلة مثل العصابة والجلباب والسلهام، وكأنها تحثنا على إثارة الانتباه بشكل جماعي إلى اللباس المغربي وأن ننخرط بشكل استعجالي لإعادة الاعتبار إلى الأصالة المغربية في ارتداء الجلباب والسلهام والتي يقابلها عند المجتمع الانثوي تاحندريت والقفطان المغربي  هذه الرسالة المتعلقة بالأصالة المغربية حسب تصريح للمصممة زهرة اليعقوبي، يقابله أيضا ملك بلباس شبابي في جولاته وتحركاته غير الرسمية في المغرب وفرنسا،إذا كان خارج أوقات العمل الرسمية فإنه يرتدي لباسا شبابيا، مثل لباس البارا والحذاء الكبير، وألبسة شبابية، وعندما يستقبل رؤساء الدول فإن القميص والبذلة الرسمية وربطة العنق تكون من الأناقة التي تلفت الأنظارحسب تصريح سعيد هبال الخبير الفني لـالمشعل“. فالملك يحب أن يظهر بعيدا عن الرسميات كحاكم عصري منفتح على كل الأجيال من خلال الأكسسوارات من خواتم ونظارات شمسية وساعات يدوية، وأيضا لباس البوب والروك الشبابي، مثلا حينما ظهر في مراكش بالحي الشتوي في كليز وهو بقميصكول فيوسترة جلدية سوداء وسروال جينز بألوان تشكيلية زاهية وكأن الذي لونه فنان تشكيلي.. كما كانت صورة أخرى مع الفنان ريدوان بسترةبلو روايالبرسومات إفريقية، وسروال جينز وحذاء أسود، أثارت ردودا واسعة على الفضاءات الاجتماعية.  وفي صيف 2016، وبينما يتجول في شمال المملكة، صادفه مواطنون وهو يرتدي طربوشابيرية سوداءونظارات سوداء وديباردورمن نوعهيف كريستالصيفي بألوان الصيف الأصفر والأزرق، وفي زيارة أخرى إلى هولندا في مارس 2016، ظهر الملك بزي عصري شبابي مثل لباسالباراالعسكري، وأيضا لباس من قميص صوفي برسوم مكعبات من الفسيفساء المغربية، كما رأيناه يرتدي سترات جلدية على شكل ظهر التمساح من تصميم دار الأزياءإسحاق سلامكما أن ملابسه منسمالطووزيليوشانيلوغوتشيومن آخر الصيحات الشبابية، ليكون في صلب اهتمام وتطلعات العصر، وملكا للشباب الذي يحب أن يقابله في جولاته ويلتقط معهم الصور غير الرسمية التي تزين بروفايلاتهم على الفايسبوك، ويفخرون بأنهم قابلوا ملك الشباب الذي منحهم من وقته وشاطرهم أطراف الحديث بكل عفوية، في محاولة للتقرب أكثر من الشباب المغربي، وبأنه ملك
    منفتح على العصر

    *محمد شقير : محلل سياسي

    محمد السادس ملك القرب وخارج الرسميات يحاول التخلي عن البروتكول في اللباس

    النظام السياسي في المغرب كان دائما يتميز بحرصه على البروتكول والتميز بلباس خاص من حيث الألوان ونوعية التصميم والقماش، منذ المرينيين والسعديين ، والسلطان كان لديه لباس خاص مثل البرنوس أو السلهام والعمامة، و الملك الحسن الثاني ومحمد السادس أعطيا بصمتهما على اللباس من خلال الجلابيب التي حظيت بتصاميم وألوان متعددة والتي كرست مكانة الملك كأمير المؤمنين وملك المغربيؤكد محمد شقير المحلل السياسي لـالمشعل، ولعل تلك الرسائل تكون ذات أبعاد كبرى، ترمز إلى الهيبة السلطانية، حينما يوجه السلطان رسائله من خلال اللباس،

    ففي الذكرى المائوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى تميز الملك محمد السادس بالسلهام والشارة في العمامة لأنه كان ضيف شرف، وكان في الصف الأول إلى جانب ترامب والمستشارة الألمانية ميركل وبوتين، وفي ذلك خلفية سياسية مضمونها أن الملك ليس ضيفا عاديا بل هو سلطان المغرب وهذا ما دفع وسائل الإعلام للتركيز عليه وعلى لباسه وكذلك على ولي العهد، وهذا يعود لتقاليد عريقة تميز السلطان باللباس الخاص والذي يسمى باللباس المخزنيفالتميز هو أحد المحاور الأساسية في اختيار اللباس السلطاني مثلا: “خلال حفل الولاء، يخرج الملك في كل الهالة السلطانية لا في طريقة ركوبه على الجواد، ولا في الجلباب والسلهام الأبيض الذي يرتديه والعمامة البيضاء، مما يجعل الملك هو المحور في هذا الحفل، فالبياض هو شعار المملكة منذ المرينيين، وهذا يخالف لون السواد عند العباسيين في تلك الفترة“. يؤكد شقير، لكن يضع فارقا بين  الحياة العامة والخاصة للسلطان، فالملكعندما ينتهي من الرسميات ويدخل إلى  القصر يتخلى عن مجموعة من الملابس الرسمية، وهذا طقس خاص في حياة السلاطين، ومحمد السادس وهو ملك القرب يحاول التخلي عن البروتكول في اللباس، كما يعكس حبه للفنون التشكيلية مما انعكس على اللوك الملكي أكثر جاذبية وشبابية، ومن خلال هذا اللوك يحاول أن يتواصل مع شرائح كبيرة من جيل رواد الفايسبوك وغيرهم، وهو يحاول أن يستخدم التواصل عن طريق اللباس في مناسبات خاصة“. يضيف المصدر.

    اللباس يعكس نفسية السلطان وأجواء الفرح والسعادة والحزن والغضب

    في زيارته لفرنسا وعند لقائه بفرانسوا ميتران ارتدى الملك الحسن الثاني السلهام الأخضر الفاتح، والجلباب الأخضر المغلوق، ليكون محور اهتمام الصحافة الفرنسية و الدولية آنذاك، وهم يفسرون سر السلهام، حيث كان الجو باردا في فرنسا، والسلهام يوفر الدفء .. نفس الحدث تكرر عندما زار الملك محمد السادس فرنسا لحضور احتفالات الذكرى المائوية لهدنة الحرب العالمية الأولى، حيث كان الجو باردا فارتدى السلهام باللون الأسود، والبذلة الرمادية، مع القميص الأبيض رمز الأمل، فسلهام الحسن الثاني الأخضر الفاتح الشبيه بلون ورقة الزيتون، هو لون السلام والخضرة والنماء وبناء العلاقات الثنائية مع فرنسا بانطلاقة جديدة أكثر أملا وتفاؤلا، وذلك بعد أن مرت العلاقات المغربية الفرنسية في عهد فرانسوا ميتران بهزات، نتيجة سياسة الاشتراكيين المتعصبة اتجاه المغرب، ومعروف الدور الذي لعبته زوجة ميتران في مشاكسة المملكة وميولها اتجاه بعض الأفكار من جهات معادية، بالتالي كانت رسالة بليغة تعكس مزاج ملك يرغب في تطبيع العلاقات. أما محمد السادس فكانت المناسبة تفرض ذاتها، كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية في الاحتفال بالذكريات الحزينة، حيث يكون الرمادي والأسود محور اللباس، وهكذا رأينا الملك وأغلب رؤساء العالم لا يخرجون عن نطاق هذين اللونين، وذلك تعبيرا عن الحزن لما وقع في حرب قضى في خضمها ملايين الشباب. فاللون يعكس نفسية الحاكم، كما أن اللباس يثير انزعاجه أحيانا، وهناك حكايات من داخل القصور تروي كيف كانت الحاشية تستمد نفسية السلطان من خلال نوع لباسه والألوان التي يرتديها، فإما أنه سعيد مبتهج أو غاضب أو حزين..

    سمالطو: علاقتي بالحسن الثاني مختلفة عن جميع قادة العالم الذين زودتهم بالأزياء

    بعد مرور 18 سنة على وفاة الحسن الثاني، خصص موقع “la plurielle”  الفرنسي تذكارا يعكس أناقة الملك الراحل،  وبث شريطا لصور تعكس ذوقه الرفيع في اللباس، وعلق الموقع على تلك الصور بالقول إنالملك الراحل الحسن الثاني كان معروفا بأسلوب مغاير في حياته، كما كان رزينا وأنيقا  سواء في زي السترة، الجلباب، أو في لوك لاعبي الكولف، وفي حياته توجته مجلةكلاسالإيطالية المتخصصة في الموضة بـأعظم رجل أنيق في العالموصرح الحسن الثاني للمجلة قائلاألم تكونوا محظوظين قليلا بابتكارات خياطكم سمالطو، ليعكس سر علاقته الوطيدة بهذا المصمم العالمي، والذي اشتهر بكونه مصمم الحسن الثاني، حيث كانت أشهر البدلات التي صممها سمالطو خصيصا للملك ظهرت في صور خالدة تعكس وهج اللحظات التي ميزت مسار الحسن الثاني، وأصبحت تلك البدلات من الأرشيف الملكي، حيث ذكرت مصادرنا أن بدلات الملك الراحل وأحذيته كانت توضع في خزانات بإقامته في القصر الملكي. ويسهر طاقم خدمة على غسلها وكيها وفق المعايير المسجلة في الألبسة والتي كانتدار الأزياء سمالطوحريصة على تدوين تفاصيلها في كل قطعة لباس، ثم توضع في خزانات خشبية مصممة خصيصا لهذا الغرض، وتلقى الأحذية أيضا عناية خاصة، فتلمع وتوضع في خزانات كبيرة، تضم مئات الأحذية، حيث كان جناح اللباس الملكي يحتوي على دار أزياء قائمة الذات لموديلات سمالطو المختلفة، فنجد الأقمصة والبدلات والملابس الداخلية وربطات العنق من مختلف الموديلات، وهو جناح يمكن التأريخ من خلاله لتحول ماركة سمالطو العالمية. وحسب ذات المصادر، فإن جناح اللباس الملكي كان يضم موديلات كثيرة من ألبسة سمالطو، لكن الراحل الحسن الثاني أضفى ببراعة على البدلات المصممة طابعه الشخصي، وذكر المصدر أن الملك كان يأمر بفتح خزانات اللباس ثم يزاوج الأشكال والألوان وربطات العنق، إلى أن يستقر على الشكل الذي يوافق رغباته، وهي نظرة ثاقبة تعكس أيضا مزاج الملك في ذلك اليوم، حيث يميل إلى مزاوجة الألوان البهيجة لما يرغب في قضاء عطلة وسط الطبيعة الخضراء أو بجوار البحر، في حين كانت الألوان الغامقة في الغالب للقاءات الخاصة، أو عندما يكون هناك جو حزين تمر به البلاد، ولعل هذه النظرة الفنية التي تميز بها الملك الراحل هي التي دفعت سمالطو إلى وصف علاقته بملك المغرب بالمختلفة عن جميع قادة العالم الذين زودهم بالأزياء، وفي ذلك تميز وأناقة شهدت له بها كبريات دور الأزياء والمجلات
    المتخصصة في الموضة.

    عندما أبعد الحسن الثاني الاتحاديين عن البرلمان

    لأنهم لم يرتدوا اللباس القومي

    في شتنبر 1978 صادق مجلس النواب على تعديل في القانون الداخلي تقدم به النائب أحمد الناظفي عن فريق الأحرار، وجاء التعديل على الشكل التالييعقد مجلس النواب جلساته كل سنة في دورتين، يرأس افتتاح دورة أكتوبر الملك، يحضر أعضاء المجلس مرتدين اللباس القومي، وكانت المعارضة البرلمانية قد رفضت التعديل، واتفق زعماء المعارضة خاصة علي يعته زعيم حزب التقدم والاشتراكية وعبد الرحيم بوعبيد زعيم الاتحاد الاشتراكي على عدم ارتداء اللباس القومي واختاروا البذلة العصرية بذل الجلباب والطربوش الوطني، وفي الدورة الخريفية، أي بعد شهر من هذا التعديل، جاء نواب المعارضة إلى البرلمان وهم يرتدون البذلة والسموكين، ووصلت الأخبار إلى الحسن الثاني فمنعهم من دخول قاعة الجلسات، بينما تابعوا خطاب الملك عبر التلفزيون من مكتب رئيس مجلس النواب.

    وصرح سعيد هبال الخبير الفني وابن العائلة اليسارية المعروفة أنالحادثة وقعت في فترة توتر بين الملك والمعارضة الاتحادية، والذي تلاه اعتقال عبد الرحيم بوعبيد ومحمد الحبابي في مطلع الثمانينيات وإضراب سنة 1981، الذي ساهم فيه اليسار بشكل كبير، حيث رفض الاتحاديون عند افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان ارتداء اللباس المخزني بالجلباب والطربوش“. فقال الملك في خطابه بمجلس النواب غاضباأراد الله وأرادت الأقدار أن تبتلينا وأن تجعل منا نحن أول دولة يدرس في الدراسات الدستورية الواقعة التي وقعت، ألا وهي استخفاف جماعة برأي جماعة، وبرأي جماعة المسلمين.. (في إشارة إلى الاتحاديين الذين رفضوا ارتداء اللباس القومي) إذا سكتنا عن هذه القضية سنصبح أول من يفتح باب الفوضى ليترك للمغاربة أن يختاروا من القانون ما يعجبهم ويرفضوا منه ما لا يوافقهم، وهذا شيء خطير كما قلت لكم، لأنه يفتح باب الفتنة المشار إليها في القرآنالفتنة أشد من القتلوتابع الملكمن واجبنا كملك، أن نرجع الأمور إلى نصابها، وأن نفكر في كيفية الزجر، لأننا لم نضع قانونا حين وضعنا الدستور إيمانا منا أننا لن نجد أمامنا أناسا مستخفين، ضالين ومضلين، وأضاف الملكوالآن أتوجه إلى جميع الاشتراكيين في العالم، غربيين أو غير غربيين، لأقول لهم: أنظروا مصيبة المغرب، أنظروا مشكلة الحسن الثاني، ما نوع المعارضة الذي عنده، مصيبة حقيقية، نوع المعارضة التي عند الحسن الثاني والتي عند الحكومة المغربية والتي عند البرلمان، لا تقبل الديمقراطية ولا تقبل حكم الأرقام وتخرج عن جماعة المسلمين“.

    الملك يطرد فنانا لأنه لم يلتزم بحدود اللباس المغربي الأصيل

    في كتابهأصدقاء الملكيذكر سعيد هبال، حكاية الفنان المغربي لحسنز  والذي أنشأ فرقة للرقص التراثي، تحت إشراف وزير الثقافة آنئذ محمد بنعيسى، وهي مختصة في أداء جميع الألوان الفلكلورية المغربية، وأكد هبال في حديث لـالمشعلأن السبب الحقيقي لطرد هذا الفنان من القصر الملكي، وهذا لم يدونه في كتابه، حيث جاء ذلك الفنان بلباس السموكين والبابيون وكاشكول من الكاشمير ورجل السروال واحدة  في حذاءسنتياكووالأخرى خارجه، وكان سيسير فرقة للرقص الشرقي أنشأتها وزارة الثقافة على عهد محمد بنعيسى ، فقال لهم شكون هذاك،  فقالوا له اسمه، فأمره  بأن يجمع حاجياته وأن يغادر في الحال، وقال لهمكون كان كيسمح ليا القانون والله حتى ندعيه ونتابعو آش قربو للفكلور ملي كيلبس هاد اللباسومنذ هذه الحادثة غادر ذلك الفنان إلى أمريكا، ومرة رأى فرقة متخصصة في اللون الجبلي، ولا يرتدون الزي الجبلي الأصيل، وقال لهم يجب أن تظهر المرأة  بالترازة والتشمار وقال لهم أنا بغيت لمرا كيفما كتحطب وكتخدم تؤدي الرقصة الفلكلورية الجبلية“.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أخنوش: حصيلة نصف الولاية الحكومية مشرفة ونشكر جلالة الملك على الدعم والثقة