قصة النصب العقاري الذي مارسته شركة “باب دارنا” على مئات المغاربة البسطاء قبل أشهر، تتكرر اليوم في مشروع سكني مترامي الأطراف في آخر شارع تادارت بالدار البيضاء، أبطاله هذه المرة، مشرفون إداريون على تدبير ودادية “قصبة الأندلس”، ضمنهم مرشح سابق لرئاسة نادي الرجاء البيضاوي “ع ح”، من موقعه ككاتب عام وأمين مسؤول على المال الذي ضخه على مراحل، أزيد من 300 زبون في خزينة هذه الودادية، أملا في الاستفادة من شقق سكنية متوسطة، تتراوح مساحتها بين 56 متر مربع فما فوق داخل التركيبة المعمارية لهذا المشروع العقاري.

وتوصلت “شوف تيفي” بمعطيات تفيد أن اختلالات مالية كبرى، عرقلت مسار إنجاز هذا المشروع السكني وتسليمه في وقته المحدد في سنة 2017، وفقا للتعهد الذي التزم به المسؤولون على إدارة شؤون هذه الودادية لحظة إحداثها في سنة 2011، مشيرة إلى أنه بعد مضي أزيد من 3 سنوات على موعد التسليم لازال المتضررون ينتظرون ساعة الفرج دون فائدة، مع أن 250 زبونا من إجمالي المستفيدين سلموا للودادية جميع المبالغ الواجبة لاقتناء المنتوج السكني وكأنهم “صبوا الماء في الرمل” كما يقال، وفقا لتصريح مصدرنا.

مصادر “شوف تيفي”، أوضحت أن المسؤولين عن إدارة هذه الودادية، حددوا في بداية انطلاق المشروع، سعرا يناهز 29 مليون للوحدة السكنية الصغرى التي تقل مساحتها عن 60 مترا، لكنها عادت بعد شروع المنخرطين في دفع الأقساط، لتعلن عن رفع هذا السقف إلى 34 مليونا، ثم 40 مليونا بعد ذلك، إلى جانب إلزامهم بنفقات أخرى لم تكن في حسبانهم، والغريب أن الشقق السكنية الموعودة لم يتم تسليمها لأصحابها، وهو ما دفع بهؤلاء المتضررين إلى طرق باب القضاء في انتظار تنظيم وقفة احتجاجية أمام ورش هذا المشروع السكني الكائن بآخر شارع تادارت صباح يوم الأحد على الساعة الحادية عشر صباحا.

وذكرت المصادر ذاتها أنه من بين الأسباب التي أدت إلى استنزاف مالية الودادية التي أخلت بالتزاماتها تجاه المنخرطين، إفراط مسؤوليها الإداريين، في تلقي أجور كبيرة من مالية الودادية، كمقابل عن المهام التي يقومون بها، مشيرة إلى أنها حددت في 25 ألف درهم شهريا للبعض، إلى جانب اقتناء سيارات من نوع “ميرسديس” على حساب مساهمات المنخرطين في هذا

المشروع السكني.

المصدر: شوف تي في