تخوفات من اعتماد الحكومة على “المناعة الجماعية” للتصدي لكورونا

تخوفات من اعتماد الحكومة على “المناعة الجماعية” للتصدي لكورونا

A- A+
  • يبدو أن فشل السلطات العمومية في الحد من اجتياح فيروس كورونا، بعد المحاولات المتكررة السابقة والتي وصلت حد الإغلاق، قد فرض عليها البحث عن نموذج جديد للتعامل مع الفيروس المستجد الذي أثر بشكل كبير على مناحي الحياة وكذا الأنشطة الاقتصادية، خاصة وغياب نموذج علمي متفق عليه دوليا للحد من الجائجة.

    وفي ظل استمرار تفشي الإصابات بالفيروس، تزامنا والتخوفات من عودة الإغلاق الشامل وتأثيره المباشر على الاقتصاد، عاد نقاش “المناعة الجماعية” إلى تصدر المشهد، بفعل التراجع البين عن سياسة الإغلاق والإجراءات الإحترازية المتشددة، والإبقاء فقط على بعض الإجراءات المقررة في البروتوكول الصحي لبعض القطاعات.

  • هذا، ويتواصل النقاش عن نموذج “المناعة الجماعية”بفعل تجربة البلدان الأوروبية الثلاثة التي ركزت استراتيجية التصدي لوباء كوفيد 19 على سلاح ” المناعة الجماعية ” وهي المملكة المتحدة وهولندا والسويد.

    ورغم تراجع بريطانيا عن هذه الإستراتيجية بعد أن اتضح لديها أن عدم التحرك بما فيه الكفاية في انتظار إصابة أكثر من نصف السكان بالفيروس من شأنه أن يقضي على 250 ألف شخص على الأقل وأن يعطل نشاط المؤسسات الصحية في البلاد في حال ارتفاع نسبة الإصابات الخطيرة بشكل خاص، وهذا ما جعل رئيس الوزراء البريطاني يقرر فرض الحجر الجماعي لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل خلال الشهور الماضية.

    وتظل التجربة السويدية المتصلة بالتعامل مع وباء كورونا من خلال الاستثمار غير المباشر في مبدأ “المناعة الجماعية” أهم التجارب التي يضرب بها المثل في العالم في السعي إلى تطبيقها من قبل سلطات هذا البلد، حيث إن الكثير من المحلات التجارية المتخصصة في بيع مواد غير أساسية ظلت مفتوحة على غرار مطاعم ومقاه كثيرة. وباستثناء إغلاق الجامعات والمدارس، فإن سلطات البلاد عولت كثيرا على روح المسؤولية عند المواطنين لمواجهة البواء.

    وفي ذات السياق، كشفت مونت كارلو الدولية عن رأى كثير من خبراء الصحة، يؤكدون فيها بأنه من المبكر تقويم تجارب استخدام ” المناعة الجماعية” في العالم ولاسيما في السويد كطريقة للتصدي لوباء كورونا الحالي، ومع ذلك فإنهم يجمعون على أنها تطرح عدة مشاكل مثل أن اعتماد هذه المنهجية يعرض حياة كثير من الناس إلى موت محقق طالما أن جدوى ” المناعة الجماعية” غير مضمونة إذا لم يُصب الفيروس أكثر من نصف السكان على الأقل، بالإضافة لعدم وجود أي بلد في العالم بما في ذلك البلدان الصناعية المتقدمة يملك مستشفيات قادرة على استيعاب أعداد مكثفة ومتزايدة من المصابين بالوباء للعناية بهم كما ينبغي نظرا لقلة المعدات الضرورية.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي