أكّد أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أنّ المغرب بات يملك من الإمكانيات الجديدة، اليوم، ما يمكنه من بناء مدن مستدامة.

وقال الشامي، خلال حضوره ضيفا على ندوة نظمتها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالبيضاء، بشراكة مع حركة ”ولاد الدرب”، تحت عنوان: ”المواطنة الفاعلة في خدمة المدينة المستدامة”، إن النموذج الأمثل للمدينة الفاضلة، أو المدينة المثالية، أو ما يطلق عليه ”أزهى المدن”، لا يمكن أن يتحقق إلا بثلاثة شروط؛ أولها: الحرية، وثانيها: التمازج الاجتماعي، الذي خلق انتفاؤه في المجتمع المغربي حالياً، القطبية، وجعلنا أناسا ”متوحشين”، وثالثها: المشاركة.

وتابع معدّدا الركائز السبعة للمدينة المستدامة، في تقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وخلق فرص الشغل، وتعزيز الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدينة، والمحافظة على البيئة، والقدرة على الصمود والتكييف الاقتصادي والمناخي، والاستخدام المسؤول للموارد وخلق حياة ثقافية غنية.

وأضاف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن شروط تحقيق المواطنة الفاعلة من أجل بناء مدينة مستدامة، تتمثل في مصالحة المواطن مع الحياة السياسية، وعدم إحساسه بالإقصاء، والولوج إلى خدمات عمومية في المستوى، والحق في بيئة سليمة وتطوير المؤهلات في مجالات الإبداع والابتكار.

أمّا عن كيفية الربط بين المدينة التي نريد والمواطنة الفاعلة التي نرغب فيها، فأكّد الشامي أنها تتمثل في الذكاء الجماعي، مشيرا إلى ”أننا بتنا نملك الآن، فرصةً لم تكن متاحة من قبل، تتجلى في التطور التكنولوجي والتحول الاجتماعي الذي طرأ على عقلية الشباب المغاربة”.

ولم يفوّت الشامي الفرصة دون الحديث عن أهمية اعتبار ”المدينة أولوية وطنية من طرف المسؤولين، وكذلك دور الأحزاب ومسؤوليتهم هي إعداد نخبة محلية تملك من الكفاءات ما يكفي في هذا الصدد، بالإضافة إلى ترؤس الجماعات والمجالس الجماعية والجهوية من طرف مترشحين من ذوي الكفاءات، نظرا لاحتكاكهم بالحياة اليومية للمواطن، فضلا عن تسريع مسلسل النساق الوطني للاتمركز”.

وختم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي كلمته بدعوة الكفاءات الشابة لدخول الحياة السياسية، حتى يقووا الأحزاب المغربية، بدل تركها فارغة ومحاسبتها.

المصدر: شوف تي في