هزيمة األدعياء

هزيمة األدعياء

A- A+
  •  

    يحق لنا اليوم أن نسوي صفوفنا ونقيم صلاة جنازة على الموتى في حقلنا الإعلامي، بعد أن صادق أغلبية البرلمان بنسبة 96 صوتا في مقابل
    امتناع 28 برلمانيا ومعارضة 31 فقط على اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، يتاح لنا اليوم بكامل الوضوح أن نميز الحق من الإفك
    بين من كان يهتم حقا بالخروج من عنق زجاجة أزمة هيئة التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، وبين من لا يهمه سوى ثقافة »الوزيعة« من غنائم الريع
    اكين والمتقولين الذين بعد أن فشلوا في مهامهم السياسية أو في تدبير مقاولاتهم المهنية
    ّف
    الإعلامي، يحق للصحافيات والصحافيين اليوم أن يواجهوا الأ
    أو بعد أن أغلقت أمامهم كل أبواب تسول الإعلانات والمساعدات من المؤسسات الوطنية باسم هيئات مهنية، وأن يعلموا من يدافع عن المقاولات
    الصغرى حقا ومن يتاجر بأصوات صحافييها، وبين من يهمه النظر إلى مستقبل الصحافة الوطنية على المدى البعيد ومن لا يهمه سوى المقاعد
    براع بالمال العام على حساب الصحافيات والصحافيين، لذلك كان أول من عارض تحسين الوضع الاجتماعي للصحافيات
    ّت
    والسفريات وال
    والصحافيين والزيادة في أجورهم وتوفير الضمانات لحماية مصالحهم، فالمصابون بقصر النظر دوما لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم لأنهم لم يخلقوا
    مدرسة ولا تركوا مقاولات صحافية لها عمر مديد وقوة مهنية وامتداد وتأثير في الصحافة الوطنية، لذلك أحسوا أنهم عابرون في زمن عابر،
    وأرادوا الفوز بالغنيمة قبل الموت الأخير، لكننا نحن دوما بالمرصاد لمن يوهم الناس بالدفاع عن القضايا الحيوية وهو لا تهمه سوى السفريات
    والتمتع في الفنادق الفارهة بالريع الإعلامي، وحتى الصحافيات والصحافيين الذين بنوا مقاولاتهم الإعلامية تعرضوا لأبشع ابتزاز.. لكن الصحافة
    .الوطنية ولادة مهما تكالب عليها الانتهازيون
    الآن حصحص الحق وظهر للمغاربة أن كل المناحات التي أقيمت على شرف المهنة والمهنيين، لم تكن سوى دموع التماسيح للفتك بآخر ما تبقى
    في الجسم الصحافي من نزاهة وروح دفاع عن الإعلام الذي يستحقه المغاربة، لقد قال نواب الأمة كلمتهم، وبرز أن المجتمع المغربي في غالبيته
    كان مناصرا لإعطاء نفس من أجل إيجاد المخارج القانونية والتشريعية والتنظيمية، حتى لا نلد مجلسا وطنيا للصحافة محنطا مكبلا بغياب قوانين
    تسمح لهيئته بالمبادرة والقيام بالواجب الأساسي لتنظيم المهنة، وانتهت الأكاذيب التي اتهمتنا نحن المناصرين لخيار الإصلاح وتقوية المجلس الوطني
    للصحافة وعدم إضاعة الوقت في إعادة إنتاج تجربة كان محكوما عليها بالموت، لم نكن نهتم برئاسة المجلس ولنا قوة وأهلية لذلك، ولا أن ندافع
    عن الفتات بأن نتقاضى أجرا من مال الشعب حتى ولو لم نؤدي أي واجب نستحق عليه التعويض، ولا همنا »التفياك والسياحة ولعب الخيل ولا
    الغولف ولا التنس« من الدعم العمومي للصحافة، فقط لأننا لا نقبل أن يتم التلاعب بمستقبل مهنة، خذوا الكراسي وتزاحموا على المناصب
    والسفريات وباقي أشكال الريع… لكن اتركوا لنا مجالا لا زال فيه بعض ضوء، اسمه الصحافة. ولا تطفئوا شعاعه بأنفاسكم وبأطماعكم البخسة ولا
    .بانتهازيتكم التي انكشفت اليوم للعموم
    منذ أعلنا عن ميلاد الجمعية المغربية للإعلام والنشر، حملنا هاجسا واحدا، هو الغيرة على الحقل الصحافي الوطني، هو الدفاع عن مقاولات قوية،
    هو محاربة الانتهازية وتجار الريع الإعلامي الذين يقتاتون على عرق وكد الصحافيين ويرمونهم وهم في أرذل العمر مثل قشور نزعت عنها
    فاكهتها ونواتها، كان بإمكاننا قبول اللعبة وأن تكون لنا حصة الأسد من الوزيعة، لكن حين رفضنا مجاراتهم في اللعبة المخزية، وجهت لنا كل
    نعوت الخيانة واللاديمقراطية، والانبطاح وغيرها من النعوت التي برزت اليوم بمصادقة نواب الأمة بأغلبية ساحقة على اللجنة المؤقتة لتسيير
    شؤون الصحافة والنشر، من يستحق النعي اليوم، فإكرام الميت دفنه، وقد قلنا في أكثر من مناسبة إن حبل الكذب قصير، والصحافيات والصحافيين
    ..والرأي العام، أذكى ممن يحاول استبلادهم واستغلالهم وتوظيفهم في مصالح أنانية ضيقة
    لقد حصحص الحق، فأين جموع وزراء الأزمة ومسانديكم، لقد سقطت أوراق التوت عنكم وأضحيتم عراة، ويحق لنا اليوم أن نفتخر بمساندة كل
    هذه الأغلبية الحقيقية من الإعلاميين والسياسيين والنخب والجمهور، لخياراتنا في الجمعية المغربية للإعلام والنشر، فحيا على العمل، لقد كسبنا
    معركة مهمة ضد الزيف ويحق لنا أن نحيي كل الصادقات والصادقين في الدفاع عن مهنة الصحافة بدل مرتادي الأقنعة الذي يبدون كما لو يؤدون
    .«أدوارا في مسرحية الضفادع لـ »أريستوفانس

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي