رفيق اليوسفي ورجل الظل الهادئ..المغرب يودع محمد الحلوي بعد نصف قرن من النضال

رفيق اليوسفي ورجل الظل الهادئ..المغرب يودع محمد الحلوي بعد نصف قرن من النضال

A- A+
  • انتقل إلى عفو الله ورحمته، أمس السبت، بمدينة الدار البيضاء، محمد الحلوي المحامي بهيئة الدار البيضاء وأحد رجالات المغرب الكبار في النضال الطلابي والقانوني، بعد معاناة طويلة مع المرض.

    وكان الحلوي، القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والرفيق المقرب جدا من الراحل عبد الرحمان اليوسفي، رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب “أوطم”، في أشد الفترات وأصعبها في تاريخ المغرب الحديث (1963-1966)، بعد أن كان أقوى ممثليها، الأمر الذي جعله موضوع رصد ومتابعة دقيقة لسنوات، دفعت الجنرال محمد أوفقير إلى أن يجمع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ويفرض عليهم الخدمة العسكرية بدعوى أن “رؤوسهم ساخنة وصلبة”.

  • وحسب الصحافي المغربي لحسن العسيبي، نقلا عن مصادر وثيقة، فإن الملك الراحل الحسن الثاني كلف مدير ديوانه إدريس المحمدي، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، بإتيانه بسرعة بقيادة “أوطم” ومحاولة إقناعها بالاكتفاء بدورها النقابي والمطلبي، والابتعاد عن الاصطفاف مع الحركات اليسارية، حيث تحدث في اللقاء الذي جمعه بهم بالقصر الملكي بإفران، عن عطفه على المنظمة الطلابية، وعن الدعم المالي الذي قدمه للفيدرالية المغاربية للطلبة من باب تقوية جانب الفصيل الطلابي المغربي ضمن باقي التنظيمات الطلابية المغاربية، قبل أن يعرب عن رغبته في تنحيتهم لحميد برادة من على كرسي رئاستها، كونه محكوم بالإعدام لـ”خيانته للوطن”.

    وأشار لعسيبي إلى أنه وبينما كان الحسن الثاني يتحدث، كان الحلوي رافعا رأسه وينظر إلى سقف القاعة، الأمر الذي أغضب الملك الراحل، وقال له بالحرف: “السيد ممثل “أوطم”، أنصت إلي”. فأجابه الحلوي بهدوء: “نعم، جلالتكم، أنا فقط أتأمل هذه الهندسة أمامي”.

    وحين غادر القصر الملكي، عقد الحلوي اجتماعا للمنظمة الطلابية بالرباط، وتم إصدار بيان يؤكد تشبث المنظمة برئيسها المنتخب حميد برادة، ما فتح أبواب المواجهة العنيفة مع الدولة.

    يُذكر أنه تم تعيين الراحل محمد الحلوي من طرف الملك محمد السادس في 2018، عضوا في المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”