إن الله لا يحب الـ ‘ماكرون’

إن الله لا يحب الـ ‘ماكرون’

A- A+
  • لا يمكن أن نتهم الرئيس الفرنسي ماكرون بالبلادة ولا بالمكر المشتق منه اسمه في اللغة العربية على صيغة جمع اسم الفاعل صدفة، فالرجل ربح ولايتين متتاليتين حيث اختاره الفرنسيون بحرية، وبالرغم من الصعوبات التي تنتظره والتي صارح بها الفرنسيين في اجتماع له مع المسؤولين مع بداية الدخول السياسي، مع استشعاره ضعف الأغلبية المساندة له، فهو يعي المخاطر التي تتهدد فرنسا في ظل وضعية عالمية مأزومة بشكل غير مسبوق، وليس الغاز سوى الجزء البارز من جبل الجليد الذي سيعم الاتحاد الأوربي عامة، بدءا من عملته أمام الارتفاع غير المسبوق للدولار الأمريكي، حتى تطور الحرب الروسية الأوكرانية واشتداد النزاع الصيني الأمريكي على الريادة العالمية في اقتصاد يبدو أنه سيصاب دوما بالزكام المعولم، ما أن تعطس أزمة هنا حتى تضرب بأطنابها في مغارب الأرض ومشارقها.

    لكن من حقنا أن نتساءل عن سبب هذا البرود غير المسبوق في العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا على عهد إيمانويل ماكرون وأن نضع السؤال الضروري حول من يتحمل المسؤولية مع هذه البرودة التي تغزو مفاصل العلاقة بين الرباط وباريس؟

  • من حق الرئيس الفرنسي أن يؤمن مصالحه السياسية والاقتصادية في علاقاته الخارجية وأن يبحث عما يخفف من التقشف الذي “توعد” به الفرنسيين حين قال لهم: “لقد انتهى عهد الرفاه”، وأن يزور الجزائر أو جزيرة “الواق واق” فهذا قرار سيادي فرنسي لا دخل لنا فيه كمغاربة ولا يضيرنا في شيء، لكن هناك الكثير من المؤشرات الخرساء بين فرنسا والمغرب تستدعي طرح الأسئلة المشاكسة لا المهادنة، من مثل: ما الذي تخطط له الدولة العميقة في فرنسا وأولئك الذين يقودهم الحنين الاستعماري اتجاه المغرب؟ هل يعي ماكرون معنى المصالح الاستراتيجية بين بلد مستقر موثوق بصداقته وبين بلد متقلب المزاج يمكن أن يصدر في اليوم الواحد أكثر من قرارين متناقضين اتجاه شركائه، والدليل ما وقع مع إسبانيا؟

    هل يضيع ماكرون مصالح فرنسا الاستراتيجية بالمغرب وهو الذي أحس قبل غيره بأنه عاد خاوي الوفاض من زيارة الثلاثة أيام التي قام بها للجزائر؟ وهل يستطيع أن يبرر للمغرب سبب تشدد فرنسا العميقة اتجاه المصالح المغربية في الوقت الذي فتح ما أسماه علاقة مع أجيال المستقبل بالجزائر، وهو الذي استقبل بالصياح والصفير من طرف الجزائريين الذين وعوا أن ماكرون أبعد من أن يقودهم إلى السعادة.. هل يعي ماكرون أن المغرب لن يخضع للابتزاز الفرنسي بزيارته لبلد اختار أن يعاكس المصالح المغربية بشكل جذري، المغرب ليس عشيقا لفرنسا ليغار من وجود امرأة أو رجل آخر في حياة معشوقته، المغرب واضح جدا، يريد ألا تمس مصالحه الحيوية ووحدته الترابية ويطلب المعاملة بالمثل والندية في مختلف المصالح المشتركة التي تجمعه مع أصدقائه، أما سياسة رجل هنا ورجل هناك، أو محاولة ابتزازه ولي ذراعه، فلن يقبل بها، وقد كان الخطاب الملكي لـ20 غشت الماضي واضحا في هذا الباب: الوضوح ثم الوضوح، ولعل ماكرون فرنسا أول المعنيين بخطاب جلالة الملك.

    نخشى أن يضيع ماكرون المصالح الاستراتيجية لفرنسا أو يخيل إليه أنه يمكن أن يبتز المغرب بزيارة الجزائر، أو باتخاذ خطوة إيجابية اتجاه تونس من خلال زيارة عمل التي قامت بها رئيسة الحكومة التونسية إلى باريس بدعوة من مجمع مؤسسات فرنسا MEDEF ثم تسهيلات وزير الداخلية الفرنسي «دارمانان» بعودة إصدار التأشيرات إلى المستوى الطبيعي بأثر فوري بعد سنة من تقليص عدد المستفيدين التونسيين من تأشيرات الدخول لفرنسا.
    المغرب ليس مزاجيا وهو شريك موضع ثقة، لكن للصبر حدود يا ماكرون.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي